مؤازرةُ ثاكل

يا ثاكلاً من فؤادك قطعةً

إنَّ الخير فيما اللهُ يُقدّرُ

سبقوكَ مَن فقدوا الفؤادَ ولُبَّهُ

فما استكانوا وما كَلُّوا وتغيَّروا

الجّٰرحُ أكبَرُ منَ الحشا وعُمقُهُ

والقلبُ أدرى كيفَ الجراحُ تُستَرُ

الصبرُ فيكَ عندَ الفقيدِ رحمَةٌ

إنَّ الرجالَ عندَ البلايا تَظْهَرُ

يا صابراً على الدنيا وبلواها

ليس غير الله من قالها :

عبدي فلانٌ قد صَبرْ فأبشروا
 
مصطفى خبايا محاميد
 
3/7/2012

خدعةُ الحياة

يا طفلُ لا تكبرْ .... لا تكبرْ


كذا أجمل ..كذا أبرأ كذا أطهرْ


كذا لا همٌ ولا غمٌ ولا مرٌ ولا سُكرْ


فأكبرُ كذبةٍ تمنيناها .... يا طفلُ متى نكبر؟


إحلم كما تشاءُ ومتى تشاءُ فحلمُكَ لا يُضجـِرْ


إحلم ...فإن أكبرَ هم ٍ قلمٌ وألوانٌ ودفترْ


إحلم ...فإن أكبرَ خوفٍ كابوسٌ لا أكثرْ


فإن كَبُرتَ ....


ستعرف أنّ العُمرَ سرّاقٌ .. وأنَّ الأحلامَ تتبخرْ


وأنّ الأشياءَ سِحرٌ فقط لا جوهرْ


وأنّ البَسْمةَ خِدعةٌ لا مَنظرْ


وأنّ الحبَّ خداعٌ وضَغينةٌ بل أكبرْ


وأنّ الأحلامَ ممنوعةٌ ...


والآمالَ مفقودةٌ .... والأزرقُ أحمرْ


وأنّ الأزهارَ سوداءٌ وكانَ العُشبُ أخضرْ


وأنّ الطفولةَ مملكةٌ قصورُها الشّجرُ وترابُها مَرْمرْ


وأنّ أكبرَ كذبةٍ تمنيْناها ...


يا طفلُ متى نَكْبَرْ ؟؟






مصطفى خبايا محاميد


2/4/2011


أللهم لا تردنا إلى أرذل العُمر




 

أين أنتَ مني ؟

تباً لكَ ! أين أنتَ ؟ وأين كنتَ ؟


حين إبتلَّ القمرُ ..


تباً لكَ أين أنتَ ..؟


حنَّ إليكَ السمع والبصرُ


تباً لك .. أين كنت مني ؟


وقد حرقني الشوقُ


وأعياني السَّفَرُ


وعلى طيْفِكَ أفيقُ


وعلى طيفكَ أغفو


وأصْطَبِرُ


وأنا في غياهبِ وجهكَ أسرحُ


حتى يُدرِكُني السَّحَرُ


وأعودُ أبحَثُ عن ظِلِّك القُرمُزِيُ


بينَ السطورِ . ..


شئتَ أم شاءَ القدَرُ


أعودُ .. .حافيَةَ القدَمينِ


وأنتَ لا خَبَرُ . ..


تباً لكَ أينَ أنتَ ؟


في غابة عوسجٍ


لا شيء فيها أخضرٌ


لا عشبٌ ولا شَجَرُ . ..


بالأمسِ كنتَ تنعمَ بحرائري


وتغفو على صدري


وتلملم ضفائري


واليوم لا نومٌ ولا سَهَرُ . ..


ولا عواصفٌ ولا مطرُ . ..


تباً لك أين أنتَ ؟


كم مرةِ باليومِ أشتاقُ إليكَ ؟


وقلتُ لكَ إني أغارُ عليكَ


وأنتَ . . . لا خَبَرُ


وكأن صَمْتي ضَعْفٌ


وإنثنائي يأسٌ


وسُكوني ضَجَرُ . ..


وتعلَمُ أنَّ شِعْرَكَ ذهَبٌ وسكوتي دُرَرُ . ..


إذهب بعيداً حيث شئتَ


فلقد حَفرْتُكَ في قَلبي حَفْراً


لا غُبارٌ ولا أثَرُ . ..


يا مَنْ سَكَنْتَ سَطْحَ بُحيْرَتي


ونثرْتُكَ زَهْراً في غُرفَتي


وأشرَقْتَ شَمساً على شُرْفَتي


أنتَ قَدَرُ . ..


يا من سَقاكَ وَريدي


وضَمَّكَ الصَّدْرُ


وشَدَّكَ الوَتَرُ


أين أنتَ ؟


ولِمَ جَعَلتَ حُبِّي


على أبوابِك يَنْتَحِرُ . ..؟
 
 
مصطفى خبايا محاميد
 
31/1/2010

حُكّامُ العرب

ويلٌ لإبليس من حكام العرب


كلما رآهم فرَّ مذعوراً وهرب


وصاح أنقذوني أنقذوني


من شرٍ قد إقترب ...


ويل لإبليس من حكامٍ العربان


قد غطاهم الكشب


من حكامٍ اللواط والزهري والجرب


كلما فكر بالشر عاتبوه


وقالوا له : أخَيْراً تصبو ؟ يا للعجب


وعلموه كيف الشر يُنتخب


حتى تعوذ منهم بالله


في كل سبب


وقال اعوذ بالله من حكام العرب


حكام نعيقهم كالغربان


يحسبونه طرب


عباءاتهم كأجنحة الخفاش


عيونهم كاللهب


أقزامٌ من العربان


قايضونا بالجنس والنفط والذهب


باعوا الأوطان والأديان


باعوا الفلاح والعرق والتعب


ويلٌ لإبليس من حكام العرب


كلما تعوذنا بالله منه


تعوذ بالله من آل فلان وآل علان


وآل حطب


تعوذ بالله من أخر فَرعون


تعوذ بالله من ذاك الملعون


من رأس الكفر والكذب


وآخر خبرٍ بين الناس كالعجب


أن ابليس فرَّ من جزيرة العرب


وتركها لأباليس العرب




مصطفى خبايا محاميد
 
1/3/2010

رَدٌ على قصيدتَي نزار قباني وتميم البرغوثي

عُذراً لتميمٍ ونزارٍ

ما قُلتُم ما عادَ يَنفَعْ

أجْراسُ العَوْدَةِ والنّصْرِ

قد بدأَتْ في تونُسَ تُقرَعْ

في تونُسَ شَعْبٌ قد كَتَبَ

بالدَّمِّ أساطيراً تُتْبَعْ

شَعْبٌ قد هَرِمَ وقد شابَ

مِنْ ذُلِّ زَيْنٍ كالضِفدَعْ

تونُسُ يا شُعْلَةَ نورٍ

بالأمَّةِ أخَذَتْ تَتَوَسَعْ

وظُهورٌ حُنِيَتْ مِنْ ذُلٍ


الآنَ الآنَ بدَأَتْ تُرْفَعْ


عُذْراً لتميمٍ ونزارٍ


أجْراسُ العَوْدَةِ فلْتُقْرَعْ


أجْراسُ العَوْدَةِ فلْتُقْرَعْ


وفي مِصْرَ أمّ الدُّنيا


شَعْبٌ قدْ أبلى وقدْ أَبْدَعْ


شَعْبُ قدْ هَدَّمَ طاغِيَةً


في كَبْسَةِ زِرٍ بالإصْبَعْ


مُنْذُ عُقودٍ يَسْجِنُهُم


ولِظِلِّ أمريكا يَرْكَعْ


مِصْرُ يا نَسْمَةَ فَجْرٍ


في أرْضِكِ نَصْرٌ فلْيُزْرَعْ


مِصْرُ يا قُبْلَةَ طِفلٍ


مِنْ طولِ الأمَلِ يتوَجَعْ


عذراً لتميمٍ ونزارٍ


أجْراسُ العَوْدَةِ فلْتُقْرَعْ


أجْراسُ العَوْدَةِ فلْتُقْرَعْ


صَبْراً صَبْراً مِصْراته


أعْمِدَةُ الطُّغْيِ تَتَضَعْضَعْ


مِليونُ شهيدٍ فليُكْرَمُ


شَعْبٌ يَتَحَرَّرُ بِالأَجْمَعْ


قدْ قَرُبَ وَعْدُكَ يا مُدَمَّرْ


رأْسٌ بالسّيْفِ فَليُقْطَعْ


مِصْراته يا شُعلَةَ نارٍ


نارٌ تَتَلَظّى بالمِدْفَعْ


سَدِّدْ ضَرْبَتَكَ أُخَيُّ


فجُموعُ الكُفْرِ تَتَفَرْقَعْ


عُذراً لتميمٍ ونزارٍ


أجْراسُ العَوْدَةِ فلْتُقْرَعْ


أجْراسُ العَوْدَةِ فلْتُقْرَعْ


أجْراسٌ تُقْرَعُ في يَمَنٍ

وصَداها في الشّامِ يُسْمَعْ


أجْراسٌ تُقْرَعُ في الشّرْقِ

وَفي الغَرْبِ ألْحانٌ تُصْنَعْ

دَعْني مِنْ هذا ومِن ذاكَ


فَلَحْنٌ بالسّيفِ تَقَعْقَعْ


غَنَّتْ فَيْروزُ مُغرِّدَةً


فلتَسْمعْ أجْيالٌ فلتَسْمعْ


إنّ الكَفّ قدْ نَبَتَتْ


مِنْها الأذْرُعُ والمِدْفَعْ


لا عادَ خازوقٌ يُضْرَبْ


بالشّعْبِ ما دامَ يَسْمَعْ


قَرْعَ الأجْراسِ مَلْحَمَةً


نورُهُ بالفَجْرِ يَسْطَعْ


عُذراً لتميمٍ ونزارٍ


أجْراسُ القُدْسِ فلتُقْرَعْ


أجْراسُ القُدْسِ فلتُقْرَعْ


مصطفى خبايا محاميد

26/4/2011

خِنجَرُ الإنتِقام

يا مَن لِحُبِّهِ يباتُ القلبُ مُتَلَوَّعا


ما بالُ خِنجرِكَ يشُقُّ الأضلُعا ؟


يمتَصُّ من دَمي شَوقاً ومَوجَعا


فلا نَظرَةٌ تُشفيني وتُطفي مولَعا


ولا مَقْتَلٌ يُسَكِّنُني وللروحِ مُطْلِعا
 
مصطفى خبايا محاميد
 
18/6/2011

هلوسةُ أيلول

أحشائي تأكُلُ أحشائي


والألمُ يُغشيني رأسي


والقلبُ آخِرُ أشلائي


والموتُ يُسقيني كأسي


إن طِبتُ فيا نفسُ عُذراً


أخطأْتُ الخُمسَ من السُّدسِ


أو جاءني ضيفٌ من مَلَكٍ


أودعتُهُ نَفْسي من نَفْسي


فالضّيفُ أَوْلى مَكْرَمةً


مِن عُمري فيُنسيني بؤسي


إني في قلبي مَلحمةٌ


ما بين اليومِ والأمسِ


ما بين العقلِ والقلب


ما بين الجسدِ والرأسِ


أبطالُها أشباهُ سيوفٍ


أسقوني الحنظلَ كالدّبِسِ


وأنا كالطِّفلةِ أجرَعُهُ

والصرخةُ مني كالهمسِ

إني من قلبي مشتاقٌ


والتّيمُ يحفُرُ لي رَمسي


حسناءٌ قد غابت عني


سنَتَيْنِ .. ألا يكفي بؤسي؟


مهلاً يا عُمْرُ واسمع !


فالبابُ يُطرَقُ في همسِ


قد جاءَ الضَّيفُ مِن مَلَكٍ


لا يُنظَرُ وقتاً كالأمسِ


إن عُدْتُ صباحاً لا أدري

أَن أُضْحي ظُهراً أو أُمسي
 
 
مصطفى خبايا محاميد
 
23/9/2011

أرقٌ مِلءُ الجفون

يغتالُني قهري فكُلُّ ليلةٍ

أقضيها بينَ الآهِ والآهِ
لستُ كَمَن يَغفو مِلءَ جِفنِهِ

والوجهُ مِنهُ باسمُ الفاهِ

والدّمعُ يغزو حُمرَ وِجْنتَي

والخَدُّ منهُ الباهِتُ الزّاهي

وإنْ طالَ ليلي عِندَهُ قَصُرْ


والليلُ في غفْوِهِ آمِرٌ نّاهي


وإني لأَبكي حتى يَطْلِعَ فجْرُهُ


ضاحكاً لضاحكٍ ونومُهُ ساهي


يا قلبُ إنَّ للجرحِ فيكَ مَسْكَنٌ


لا تَقْسَ علَيَّ باللهِ عَليكَ باللهِ
 
مصطفى خبايا محاميد
 
18/11/2012

شرقُنا الآمِن

في شَرقِنا . .. شرقُ الفوارِسِ والجَلَدْ







في شَرقِنا . .. شرقُ الأمانِ والرّغدْ






حيثُ الدماء تُسفكُ






وحيثُ البُطونُ تُفتَكُ






والشّيوخ تُهان ويُقتلُ الولدْ






في شَرقِنا . .. تُقتلُ النساءُ






وتُقهَرُ الرّجالُ






وحرامٌ قولُ أحدٌ أحدْ






وحرامٌ همسُ صمدٌ صمدْ






في شَرقِنا .. شرقُ العجائبِ والعجبِ






كلُّ النقائضِ تُعتَمَدْ






فلا عجبَ أن يؤكلَ في الوجبةِ قاعودٌ






أو يُدخَلَ في الإبرةِ فيلٌ






أو يُبدَّلُ بالقصرِ صقرٌ






ولا حسدْ






ولا عجبَ أن تلِدُ الأمَةُ سيدةً






أو تُمطِرَ النّارُ بَرَدْ






ولا عجبَ في شرقنا أن يُوَرَّثَ طاغوطٌ






ويورَثُ طاغوطٌ






وأن تلِدَ النعجةُ أسَدْ






ولا عجبَ في شرقنا أن تبيضَ الحرباءُ فهداً






أو تُنجِبَ الفُقمةُ حَمَدْ






ولا عجبَ في أُمةٍ تُمَجّدُ طاغيةً صادَرَ العقلَ وما الفلاحُ قد حَصدْ






حيثُ في الغربِ يُنادى العبدُ بسيّدي






فقط في شرقنا يُقال






مَدَدٌ يا سيدي مدَدْ






في الغربِ حيثُ يُقاضي العبدُ سيِّدَهُ






ويُقيلُ الخادمُ حاكمَهُ






فقط في شرقنا يموت من ليس لهُ بالسُّلطةِ سَنَدْ






يا شرقنا المسكينُ يا ذا الغرائبِ والعَجب






يا ذا المتاعِبِ والكَبَدْ






النارُ تأكلُ داخلي






والجّمرُ فيَّ ما خَمَدْ






والقهرُ أصبحَ ساكِني






ليلٌ ، نهارٌ وللأبدْ






حتى يؤولُ للمجدِ شرقُنا






بلَدٌ يتلوهُ بَلَدْ






يا شامُ يا عَبِقَ الشذى






النّصرُ آتٍ لا مَرَدْ






ليسَ منّا مَنْ أقامَ






لغيرِ اللهِ أو سجدْ






أو تمَجّدَ بطاغيةٍ






ولغيرِ اللهِ قد سجدْ






كلما سَما شهيدٌ






إلى السماءِ وصَعَدْ






أتى ألفُ ثائرٍ وألفُ بَديلٍ وجَسَدْ






النّصرُ آتٍ لا محالَ






وعدُ اللهِ الذي وعِدْ






النّصرُ آتٍ لا محالَ






فإنَّ مَن جدَّ وجَدْ






والأُسْدُ لا تُثنيها نعجةٌ






تظُنُّ أنها أسدْ














مصطفى خبايا محاميد
١٦/٢/٢٠١٢

مُقايَضة

يا ساكِناً مِنّي ثنايا أَضْلُعي


مَهلاً علَيَّ فقدْ أطَلْتَ تَوَجُّعي

ما فِيَّ دَمُّ كي يَزيدَ تَسَرُّباً

وما لي دَمْعُ فَقَد تَيَـبَّـسَ مَدْمَعي

إِرحَم جَريحاً قَد أَطَلْتَ جُرْحَهُ

أو طَعْنَةً فيها يَطيبُ مَصْرَعي

مصطفى خبايا

7/9/2011