نكته !
بينما كنت اتصفح الشبكه إذ بعيني تقع على كلمة " نكته " فشدني حب الاستطلاع أو ربما حاجتي
الى الابتسامة لأن أقرأ هذه النكته فلربما قد تخفف عني أو ترسم على وجهي ابتسامة ً قد اختفت
منذ أشهر .
الكلمه نفسها " نكته " او حتى معناها قد يشد الكثير ويلفت انتباهاتهم كي ينسابوا من عالمهم المؤقت
الى عالم قد يغير مزاجهم للأفضل ولو للحظات وهذه هي الوظيفه الرئيسيه للنكته .
إلا أن العكس هو ما حصل معي حين استرقني هذه النكته لان اقرأها
كان نص النكته كالتالي : ( بائس وبائسه أحبوا بعضهم وتزوجوا فلما أنجبوا طفلا ً أسموه - مكسور
الخاطر- ههههههههه )
هذه هي النكته التي عكرت مزاجي لدرجة العصبية
أضافت الى (خاطري المكسور) كسرا ً آخرا ً
أعيتني , آلمتني , واستفزت أنفاسي المتقطعه من سكناها الى مخارجها شهيقا ً وزفيرا ً
الحقيقه أن في النكتة ثلاثة أمور جعلتني أشعر ما شعرت به
اولاً: أن البؤساء رغم بؤسهم ومعاناتهم ورغم كل ما تحمله كلمة بائس ٍ من معنى فقد استغلهم
غيرهم ليكتب عنهم النكات ورغم أن البائس نفسه لو قرأ هذه النكته لما استوقفته ليتفكر في بؤسه
وبالعكس قد تضحكه وتحوله من بائس أزلي الى مبتسم مؤقت وربما هذه هي الاستفاده العظمى من
النكته الساخره .
ثانيا : مكسور الخاطر هذا لو كان بإمكانه ان لا يأتي الى هذه الحياة البائسه والمكسور خاطرها لما
أتى
فالبؤساء هم أكثر الناس تعاسة ً بحياتهم وربما بمماتهم .
فالبائس يُخلقُ بائسا ً ويعيش حزينا ً ويموت تعيسا ً!
ثالثا : وقد تكون هذه الكلمات حقا ً اكثر ما استوقفني بهذه النكته واكثر ما دفعني لأكتب ما جاب في
خاطري حينئذٍ , ألا وهي جملة (بائس وبائسه أحبو بعضهم وتزوجوا ) !
هذه هي الكلمات الوحيده التي رسمت البسمه على وجهي لربع لحظة حتى أكملتُ قراءة َ ما تبقى
من النكته
لقد فرحت فرحا ً عظيما ً لأن البائس احب البائسة وتزوجها
فكم منا أحب حبا ً عظيما ً ولم يتزوج ممن أحبها وأحبته ؟
حتى لو تعدينا البؤساء ونظرنا الى من هم أكثر منهم سعادة وتغمرهم حياة الرفاهية لوجدنا ان
غالبهم قد أحب ولم يتزوج ممن أحبها واحبته .
هذه هي السعاده التي غمرتني لأن بؤساء ً قد عشقوا بعضهم وتزوجوا
بينما هناك من " السعداء" وأهل الرفاهية من عشقوا بعضهم ولم يفلحوا بالزواج ... بل وانتحروا !
هنا فرحتُ وحسدتُ البائس العاشق والفالح لأنه تزوج من بائسته
وابن السعادة والرفاهية العاشق الفاشل والمنتحر !
فبقي السؤال......
أيهما أسعد بحياته وبمماته ؟؟؟
مصطفى خبايا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق