مرفأ الأحزان
في ذلك المرفأِ سفنٌ ترسو
وجيوش تتقهقرْ
في ذلك المرفأ نوارسٌ تَنعِقُ
وأرواح تتبعثرْ
وقواربُ حزن ٍ تطفو
ودموعٌ تتبخرْ
صواريٌ محطمةٌ
شراعاتٌ ممزقةٌ
ونسائمٌ تتحسرْ
مناراتٌ خافتة ٌ
وأمواجٌ تتعثرْ
أفراحٌ به تغرقْ
وآمال تتبخرْ
مياهه ُ سوداءُ
صخوره صماءُ
شطئانه ُ مَحْجَرْ
ألحانه ُ خرساءُ
أطيافه ُعمياءُ
لا شيء بهِ أخضرْ
لا شمسَ تُضيئه ُ
لا قمرَ ينيرُهُ
والصّمتُ به يَزخرْ ... .
كان ذلك المرفأ يوما ً
حياة ً كلُها حياةْ
أسوارُه مُزينه
أرضُه مُلونه
رمالُه ورداتْ
يَشِعُّ نورُ وجهِهِ
وتشرقُ الوجناتْ
الشرقُ كان مدَّهُ
الأفق كان حدُّهُ
جيرانه نجماتْ
كان ذلك المرفأ يوما ً
أطيافُه من نورْ
سكانهُ فراشاتٌ
عبقُهُ بخُّورْ
آمالُهُ عطرٌ
ألوانُهُ زهورْ
صدرُه رَحبٌ
قلبُهُ حبٌ
رملُهُ بَلّـور ... .
كان ذلك المرفأُ يوما ً
ملجأ النّسائمْ
يضمُّها , يشمُّها
يُهديها الحمائمْ
دمُـهُ مشرَبُها
وعروقُهُ مطاعم
حنانُهُ مَأمنُها
ومسكنٌ دائمْ
على ذلك المرفأِ فجأه
تتمرد النسماتْ
صارت قطا ً يهاجمُ
وتتوالى الهجماتْ
فأصبحت عاصفةً
إخمادُها قد فاتْ
تلهو بعنفوان ٍ
وتُعاوِدَ الكرَّاتْ
حتى أحالتهُ مرفأ ً
الحُزنُ صار شكلَه ُ
الحُزنُ صار لونَه ُ
حياتُه ُ حَسَراتْ ...
مصطفى خبايا
13/9/2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق