الاثنين، يناير 11، 2010

مرفأ الأحزان

مرفأ الأحزان

في ذلك المرفأِ سفنٌ ترسو

وجيوش تتقهقرْ

في ذلك المرفأ نوارسٌ تَنعِقُ

وأرواح تتبعثرْ

وقواربُ حزن ٍ تطفو

ودموعٌ تتبخرْ

صواريٌ محطمةٌ

شراعاتٌ ممزقةٌ

ونسائمٌ تتحسرْ

مناراتٌ خافتة ٌ

وأمواجٌ تتعثرْ

أفراحٌ به تغرقْ

وآمال تتبخرْ

مياهه ُ سوداءُ

صخوره صماءُ

شطئانه ُ مَحْجَرْ

ألحانه ُ خرساءُ

أطيافه ُعمياءُ

لا شيء بهِ أخضرْ

لا شمسَ تُضيئه ُ

لا قمرَ ينيرُهُ

والصّمتُ به يَزخرْ ... .

كان ذلك المرفأ يوما ً

حياة ً كلُها حياةْ

أسوارُه مُزينه

أرضُه مُلونه

رمالُه ورداتْ

يَشِعُّ نورُ وجهِهِ

وتشرقُ الوجناتْ

الشرقُ كان مدَّهُ

الأفق كان حدُّهُ

جيرانه نجماتْ

كان ذلك المرفأ يوما ً

أطيافُه من نورْ

سكانهُ فراشاتٌ

عبقُهُ بخُّورْ

آمالُهُ عطرٌ

ألوانُهُ زهورْ

صدرُه رَحبٌ

قلبُهُ حبٌ

رملُهُ بَلّـور ... .

كان ذلك المرفأُ يوما ً

ملجأ النّسائمْ

يضمُّها , يشمُّها

يُهديها الحمائمْ

دمُـهُ مشرَبُها

وعروقُهُ مطاعم

حنانُهُ مَأمنُها

ومسكنٌ دائمْ

على ذلك المرفأِ فجأه

تتمرد النسماتْ

صارت قطا ً يهاجمُ

وتتوالى الهجماتْ

فأصبحت عاصفةً

إخمادُها قد فاتْ

تلهو بعنفوان ٍ

وتُعاوِدَ الكرَّاتْ

حتى أحالتهُ مرفأ ً

الحُزنُ صار شكلَه ُ

الحُزنُ صار لونَه ُ

حياتُه ُ حَسَراتْ ...

مصطفى خبايا

13/9/2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق