الاثنين، يناير 11، 2010

جاءت معزيتي

جاءت مُعَزِّيَتي
جاءتْ مُعَزِّيَتي مِن خَلْف ِالبِحارْ
جاءتْ تُواسيني تُسْمِعُني الأفكارْ
تارةً تُسْعِدُني وتارةً تُرْهِقُني
وتارةً تَنْقُلُني مِن نارٍ الى نارْ
تَشُدُّ مآزِري وَتُطَيِّبُ خاطِري
وحُزْناً تُنْسيني وتُهْدِيني الأقمارْ
تَمسَحُ مَدامِعي وتُشْبِكُ أصابِعي
وقِصَصاً تُحَدِّثُني وتَقْرَأُ الأشعارْ
تُرَمِّمُ صِراحي وتُلَمْلِمُ جِراحي
وتَزْرَعُ ليَ الأُفُقَ وُروداً وأزْهارْ
فأدرَكْتُ بَريقَها وَشَمَمْتُ رَحيقَها
وَعَبْقُ عِطْرِها زادَني إنْهِمارْ
أَخْفَيْتُ لَها حَنيني وَكَتَمْتُ لها أنيني
وقلبي بِها هائِمٌ وعَقلي بها مُحْتارْ
نارُ شَوْقٍ تَحْرِقُني وَغَدْرُ الغَيْبِ
يَقْتُلُني وأنا مُتَأرْجِحٌ بَينَ ثَّباتٍ وانْحِدارْ
أأضُمُكِ يا بدرَ اللَّيالي وَوَميضَ آمالي
يا يداً تُنْقِذُ غَريقاً بَعَثَتْها الأقدارْ
يا ألْفَ زَهْرةٍ يا ألْفَ وَرْدَةٍ ويا
ألْفَ لُؤلؤةٍ تَسْتوطِنُني كالمَحارْ
قالتْ: دَعْكَ مِنّي إنّي بقلبيَ مُرْهَقَةٌ
لا حُبَّ يُفْرِحُني لا غَيْثٌ ولا أمطارْ
لا باقةَ وَرْدٍ تُلْهِمُني لا عِطْرَ يَجْذِبُني
لا شيءَ يُسْعِدُني لا خاتَمٌ ولا سِوارْ
دَعْكَ منّي فإنّي مِنْ نَفْسي مُتْعَبَةٌ
وفي داخلي زَوْبَعَةٌ أمْسَتْ إعْصارْ
أَعْلَمُ أنّي جِئْتُكَ خالِيَةَ القلْبِ مُحَطَّمَةٌ
أُواسيكَ وَكُلِّي أسىً وَكُلّي إنْكِسارْ
وَدَمْعٌ أسْودٌ يَجتاحُ مُقْلَتَيَّ بِحَسْرةٍ
وأنْفاسي خَفَّاقَةٌ والرأسُ أوْشَكَ الإنفجارْ
فَمَدَدْتُ يدِي مُسْكِتاً ثَغْرَها بِلَحْظَةٍ
وَضَمَمَتُها مُطْفِئاً ما بِها مِن نارْ
فقالتْ: ما جِئْتُ أواسيكَ وإنَّما لتواسيني
ولُوْ لَمْ تفعل لَكُنْتُ على شَفا إنهيارْ
مصطفى خبايا
14/11/2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق