وجبة سحور دسمة . ..
اعتدتُ أن تكون وجبة سحوري خفيفة جداً
وغالباً أن تكون من التمر أو الحلاوه
إلا أنني في هذه السنة تحديداً قد ابتعدت عن الحلاوه لأنها تحولت الى " مرارة وحسرات" ,
قـَطْعا ً !
في إحدى ليالي العشر الأواخر من رمضان كنت أشاهد التلفاز صدفة ً والذي حُرِمتُ من
مشاهدتهِ منذ الحرب على غزه , وبينما أنا كذلك, إذ بمذيعة الجزيره تقدم لي وجبة دسمة جداً لأتسحر عليها . ..
كانت الوجبة الدسمة مكونة من خبرين غنيين بالفيتامينات من فيتامين A حتى الفيتامينZ.
الخبر الاول مفاده كالتالي :
" في إحدى الدول الإسكندنافية قام المزارعون بسكب حصيلتهم اليومية من الحليب في الحقول
والتي تقدر بآلاف الليترات من الحليب, إحتجاجاً على قيام الدولة بتخفيض سعره للمستهلك " ,
وقد رأيت العشرات من الجرارات الزراعية وهي تجر خلفها خزانات الحليب العملاقة
وتسكبها بالحقول وقد تحول لون الحقول الى الأبيض يمتزج به القليل من لون التراب .
وجبة غنية بكل ما يملكه الحليب من فيتامينات !
أما الخبر الثاني والذي كان أغنى من سابقه بالفيتامينات والبروتينات !
كان مفاده كالتالي :
"حسب تقديرات ومعطيات " الأمم المتحده" قد تجاوز عدد الجائعين في العالم المليار جائع " !
وبدأَت القناة تبث الصور للجائعين الأفارقة وغيرهم من أنحاء العالم , وقد انتفخت بطونهم من
المجاعات ووهنت أجسامهم وهاجمهم الذباب " السمين" وهو الوحيد الذي لن يجوع أبدا ً في
افريقيا , وترامت بعض الجثث هنا وهناك !
لقد كانت فعلاً وجبة سحور دسمة
فقد حُرِمتُ من الحلاوه ليعوضني الله عنها " بالفيتامينات ".
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين !
مصطفى خبايا
28/9/2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق