الاثنين، يناير 11، 2010

وجبة سحور دسمة

وجبة سحور دسمة . ..

اعتدتُ أن تكون وجبة سحوري خفيفة جداً

وغالباً أن تكون من التمر أو الحلاوه

إلا أنني في هذه السنة تحديداً قد ابتعدت عن الحلاوه لأنها تحولت الى " مرارة وحسرات" ,
قـَطْعا ً !

في إحدى ليالي العشر الأواخر من رمضان كنت أشاهد التلفاز صدفة ً والذي حُرِمتُ من
مشاهدتهِ منذ الحرب على غزه , وبينما أنا كذلك, إذ بمذيعة الجزيره تقدم لي وجبة دسمة جداً لأتسحر عليها . ..

كانت الوجبة الدسمة مكونة من خبرين غنيين بالفيتامينات من فيتامين A حتى الفيتامينZ.
الخبر الاول مفاده كالتالي :
" في إحدى الدول الإسكندنافية قام المزارعون بسكب حصيلتهم اليومية من الحليب في الحقول
والتي تقدر بآلاف الليترات من الحليب, إحتجاجاً على قيام الدولة بتخفيض سعره للمستهلك " ,
وقد رأيت العشرات من الجرارات الزراعية وهي تجر خلفها خزانات الحليب العملاقة
وتسكبها بالحقول وقد تحول لون الحقول الى الأبيض يمتزج به القليل من لون التراب .

وجبة غنية بكل ما يملكه الحليب من فيتامينات !

أما الخبر الثاني والذي كان أغنى من سابقه بالفيتامينات والبروتينات !

كان مفاده كالتالي :

"حسب تقديرات ومعطيات " الأمم المتحده" قد تجاوز عدد الجائعين في العالم المليار جائع " !

وبدأَت القناة تبث الصور للجائعين الأفارقة وغيرهم من أنحاء العالم , وقد انتفخت بطونهم من
المجاعات ووهنت أجسامهم وهاجمهم الذباب " السمين" وهو الوحيد الذي لن يجوع أبدا ً في
افريقيا , وترامت بعض الجثث هنا وهناك !

لقد كانت فعلاً وجبة سحور دسمة

فقد حُرِمتُ من الحلاوه ليعوضني الله عنها " بالفيتامينات ".

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين !

مصطفى خبايا

28/9/2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق