يا قلبُ لا تَأسَفْ على مَبْكاكَ
إنَّ الذي بالأمسِ أضْحَكتَهُ
هوَ الذي بالحالِ أبْكاكَ
فلا طولُ الزَّمانِ عادَ لهُ أمانٌ
ولا قِصَرُ الزَّمانِ عادِ بِهِ مُناكَ
كمْ قصوراً مِنَ الآمالِ بَنَيْناها
وحدائقُ شوقٍ رَوَتْ مِنْ دِماكَ
وحنينٌ وأنينٌ ليلاً شَدَّنا إليْهِ
ونورُ الفَجْرِ يَشِعُّ مِنْ ضُحاكَ
إنَّ الذي باللَّيْلِ أضْحَكْتَهُ
هوَ الذي باليومِ أَبْكاكَ
عُدْ إلى الأحْشاءِ كما كُنْتَ
ساذجاً طًيباً فالأحَقُّ بِكَ أَحْشاكَ
أيْنَ الأمانيُّ أيْنَ الهَوى أيْنَ مَنْ كانَ
بالأمسِ يُكَحِّلُ العَيْنَ بروحِ صِباكَ
فلا حبيبٌ ظَلَّ ولا صَديقٌ ولا
قلبٌ ولا عَيْنٌ ذَرَفَتْ لِفُرْقاكَ
إرجِعْ هزيلاً إلى الجَوانِحِ يا قلباً
فالذي أفْدَيْتَهُ مَلَّ دُمْيَتَهُ ورَماكَ
وأنتَ مِنْ شَرايينِكَ بالهوى مُعَلَّقٌ
وتَرُشُّهُ عِطْراً وَوَرْداً فيُهديكَ أشْواكا
عُدْ إلى الأحْشاءِ يا قلباً
فَأَسْوَأُ ما بالبَطْنِ خَيْرٌ
مِمَّنْ بالظَّهْرِ خِنْجَراً أهْداكَ
مصطفى خبايا
9/12/2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق