الاثنين، يناير 11، 2010

هستيريا

هيستيريا ....

أخرُجُ من البيت وكأنني أصطنع البسمة

والحقيقة أنني عصبي المزاج أحيانا وكل ذلك منوط بما يدور حولي أو يدور في ذهني

لا أدري الى أين ذاهب

أتهم السياره بأنها نحس حين لا تعمل من محاولة التشغيل الاولى أو الثانية

فأضرب المقود بعصبية وكأنني أنتقم من كائن حي ولكن سرعان ما أكتشف أنني لم أُدخل الرقم السري الصحيح او حتى أنني لم ألمس الأزرار قطعا ً مما يزيد عصبيتي ويذكرني بغبائي المؤقت فأعود لأضرب الموقد مرة أخرى .

أشعر بالإحباط .. بضيق الدنيا ...وبحاجتي لأن أجتاز هكذا مواقف

لا أدري هل أنا أقود السياره أم أنها هي التي تقودني ..

حيث تسير أسير ..وحيث تتدحرج العجلات لا أتردد

حفر في الطريق أو أزمة سير أو سائق غبيٌ أو حتى أي شخص أعتبره مشمئز كل ذلك يزيد من عصبيتي ...

أمُر بمن أمُر من معارفي وما زلت أصطنع البسمة

أتجاوز الجميع بسرعة لا أريد أن أخاطب أحدا ً,لا أريد أن أقابل أحدا ً

كل ما أريده هو ذالك الأمر الشاعري الذي يطفئُ عصبيتي التي تتحول تدريجيا ً الى غضب من حظي ومن نفسي وحتى من ذبابة قد أخطأَت طريقها ودخلت سيارتي .

آخذ بالتذمر من أي شيء وربما من كل شيء ...

من سائق ٍ آخر أو من عابر سبيل ٍ قد يكون أحق مني بالعبور

فتارة ً أتهور بالسياقة وأسرع وأخرى أتماطل بشرود ٍ ذهني قد يذهب بي اللى الهلاك في أي لحظة ...

وبين الحين والحين أُشعل سيجاراً يستمد ناره من نيراني التي تحرق نيراني

كلها عصبية ... كلها تهور ... كلها .....تمرد على الذات .

فجأة ... أدرك أنني أتصرف بجنون ٍ وليس بعصبية ..

فأحاول أن ألجم نفسي وأكتم تنهداتي التي تنتابني بجميع أنواعها

المتذمرة والطويلة والقصيرة والمفعمة بدخان السيجار والأهم من كل ذالك هي تلك التنهدات التي تذكرني بذلك الأمر الشاعري وتشعرني بالإحباط والفشل فتحول تنهداتي الى شهيق وزفير عنيفـَين ...

فأعود أدراجي الى بيتي متقهقرا ً .... والسم يُستقطَرُ من عينَيَّ

فيصبح الشوق بداخلي غليلا ً يُكبِّلُ مشاعري الفياضة .

تتحول العصبية الى جنون أولي ..

أوقف السيارة وقفة ً استفزازيةً ..

أنزل منها كالمسموم والأعصاب والتوتر يتحدان ليُكَوِنان عنصراً خطراً اسمه الجنون

أصعد سلم الدرج بسرعه كي لا يستفزني أحدٌ بنظرة ٍ أو كلام ٍ أو حتى بسلام ٍ يطرحهُ عليَّ ...

أطرق باب البيت محاولا ً كتمَ مزاجي ونفسيتي التى بدأت تُحَوِّل العصبية الى جنون وإقناع نفسي أنني هادئ بعض الشيء ...

أسرع الى غرفتي وأستوطن بها ...

أبدأ بالتحرش بأي شي قد يضايق تحركاتي داخل الغرفة من اثاث وما شابه ذلك

أو حتى من الهواء الذي دخل ليُبَرد ناري

تحولت العصبية الى جنون والجنون الى هيستيريا ....

فتارة أمسك رأسي ضاما ً شعري الى مركز الجمجمة وكأنني أستنفر آخر ما قد يُهَدئ جنوني

وتارة ألكـُمُ هذا الحائط أو ذلك الرف بمكتبتي ... أو أركُلُ الكرسي أو أي شيءٍ يواجهني .

يأخذ ُ الأدرينالين يتسارع بجسمي ويغزو دمي وجهي ليضيف إليه هيئة الحانق . ..

عندها أدرك أنني بحالة هيجان قد تعدت العصبية أو دخلت الجنون

أسرع الى صنبور الماء لأغسل وجهي .. فتستقبلني المرآة بنفس الوجه ونفس الحالة وكأنها جاءت تستفزني من جديد

أو جاءت لتقول لي أن هناك من هو بمثل حالي بهذه الدنيا ....

أغسل وجهي مرة وإثنتين وثلاث مرات حتى يبرد

أسرع الى الثلاجة لأشرب ماءً باردا ً يطفئ ظمأي وجنوني سوية ً

عندها أوقن بأنني كنت بحالة هيستيريا ....

هيستيريااااااااا...

إن لم أطفئها أحرقتني أنا, وقد تمتد نيرانها الى من هم حولي دون ذنب إقترفوه .

أعود الى غرفتي وقد تآكلتُ من الداخل وأستعصرُ بقايا أعصابي كي تقاوم أعصابي مهدئا ً نفسي .

أستلقي على سريري منكبا ً على وجهي تاركا ً الحذاء برجلي متجاهلا ً كل سلوكيات النوم وآداب المسكن

أسترخي من جديد ..

أستنزف الهدوء من شراييني ....

أسيطر على أعصابي .... مادا ً يدي الى جهاز ال "ستيريو" أتسرق أي أغنية لفيروز تساعدني أن أهدأ .....

حاليا ً اصطنع الهدوء كي أهدأ

وأصطنع السكينة كي أنام

أستقر... وأشرد بذهني من جديد مقنعا ً نفسي أن الفشل ليس أزلي إنما هو حال مؤقت

أستمد مواساة نفسي من نفسي .... وأقول أن ذالك الأمر الشاعري الذي أهلكني لايستحق كل هذا....لا...لا يستحق

ذالك الأمر الشاعري هو " نظرة " الى عينَي حبيبتي تُطفئ ناري وتروي ظمأي وتُحيي آمالي .

أحاول إقناع نفسي أن نظرة إلى حسناءَ أخرى قد تعوضني عن تلك النظرة الى حبيبتي .. .

أحاول إقناع نفسي أن لكل أمر بالدنيا بديل .. .

أحاول إقناع نفسي أن الذي خلقها خلق غيرها ومن هي أجمل منها .. .

أحاول إقناع نفسي بكل ما قد يزيل هذه الهيستيريا ولا يعيدها إليّ ...

والحقيقة أنني إقتنعت بشيء واحدٍ ....لا غير ..

أقتنعت بأنني أحبها ..

وأن حسناوات العالم كلهن لا يعوضنني عن جمال روحها الذي أحببته ..

وأن روحي تعانقها بأي حال أكون به ...

بهدوئي وجنوني ...

بثورتي واستسلامي ..

ببسمتي ودمعتي ...

بمحياي ومماتي .....!

فجأة .... أستنفرُ ما تبقى من قواي فأخلع حذائي وأستلقي كالمهذب

وأتحسس ال "ستيريو" كي تصدح اغنيه لفيروز تبدد ذالك الهدوء وتحوله الى هياااااام

لكن ......

ونتيجة خطأ بالتحسس والتشغيل على ال " ستيريو" صدحت تلك الأغنية التي بددت الهدوء وحولته الى بركان إستسقى حممه من شراييني وأخرجها من قلبي ونثرها في روحي ..

تلك الأغنية ....

" بدي شوفك كل يوم يا حبيبي .. ولا تغيب عني ولا يوم يا حبيبي .."

انهارت أعصابي من جديد ..!

هيستيريا ... تتلألأ في محيط الغرفة ...!

هيستيريا... إسمها " ؟؟؟ " وأعتبرها آمال

مصطفى خبايا

12/8/2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق