الاثنين، يناير 11، 2010

وصية شرقي في لحظة عشق






أُكْتُبْ يا قلبُ على الثلجِ فلِمَ الوَرَقُ

وصيَّةً كُنتُ أخشاها وأنتَ تَحْتَرِقُ


أُكتبْ فإنّ الشِّعْرَ يولَدُ مِنْ مِحْنَةٍ

وإنّ القوافيَ مِن فَجرِ الحُزنِ تَنْبَثِقُ


دَع عَنكَ وَهْمي فَإنّ الوَهْمَ مُرْتَحِلٌ

وَإنْ لَمْ تُفْرِغ جَوْفَكَ سَوفَ تَنْفَلِقُ


ما لي أرى مَنْ سَكَنَتْ روحيَ أحرُفُها

وبرَّاً ونُطْقاً وديناً واحداً نَعْتَنِقُ


تَصْبو الهَجْرَ حيناً والحِرْمانَ تَفْرِضُهُ

والنّومَ والأحلامَ منْ عيْنَيّ تَسْتَرِقُ


عندَ الصّباحِ تَملأُ الكوْنَ بَسْمَتُها

وعندَ المَساءِ فجأةً كالأغرابِ نَفْتَرِقُ


وما أنْ يَسْدِلَ اللّيْلُ أوسطَ ستائِرِهِ

تأتيني والحنينُ يغمُرُها وألأعذارَ تَخْتَلِقُ


وجَهيشُ أنفاسِها يَقِضُّ سُكونَ ليلَتِنا

ودَمْعُ شَوْقٍ أْسوَدٌ مِنْ مُقلَتَيْها يَنْزَلِقُ


وأنا كالطِّفْلةِ المَحْرومَةِ حُباً أُدلِلُها

أواسيها وأُحاذِرُ أنْ يُدْرِكَني الغَرَقُ


فمِنْ ذِراعٍ الى ذراعِ تارةً أنقُلُها

وإغراءُها يَخْنُقُني ومنْ إغرائِها تَخْتَنِقُ


وفي لحظةِ حبٍ نارُ الشَوْقِ تُلْهِبُنا

وإذْ بالشِّفاهِ بِحَرٍ على الشِّفاهِ تَلْتَصِقُ


كَفى ! أصيحُ بها مِنْ قلبٍ يؤلِمُني

فبعدَ القُبلَةِ يموتُ الحُبُّ عَبَثاً ويَحْتَرِقُ


وتَنْفَضُّ أحْلامُنا وأشواقُنا في تيهِ لحظةٍ

وتتعَبُ ضمائرُنا آثمةً وتَفْتَرِقُ


فالجِّنْسُ مقبَرةٌ للحُبِّ الطّاهِرِ ومَشْنَقَةٌ

على شواهِدِها أشواقُ العُشّاقِ تُشْنَقُ


فالحُبُّ كالماءِ العذبِ حينَ نَفقدُهُ

ظَمَأً تَظَلُّ الشِّفاهُ لهُ عَطْشىً تَرْتَمِقُ


مصطفى خبايا


7/1/2010

هناك 3 تعليقات:

  1. روعه روعه....سرقني شعرك الى الاثيررررررررررررررر- زياد

    ردحذف
  2. كلام منقوع ومنغمس بالشهد , وفواح عطره الزكي , من ابدع فكر , وهو استمرار لسيلك العظيم , يا نهرا جاري لا ينضب
    ذ ب ح ت ن ي
    اخوك محمد محاجنة

    ردحذف
  3. غير معرف4/11/11 3:59 م

    أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف